أصبح ذكر الصحة النفسية وجائحة كورونا مترابطين بدرجة كبيرة، حيث أثبتت نتائج الدراسات بصورة قاطعة أن جهاز المناعة لدى الإنسان يتأثر تأثرا مباشراً بحالته النفسية، التي فرضت ضغوطات نفسية وعصبية على الجميع دون استثناء وأولدت مشاعر سلبية مثل الحزن والقلق والاحباط، هذه المشاعر هي استجابة طبيعية لتغير المفاجئ في طريقة العيش.
فالانعزال في حد ذاته يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً بجانب تنامي مشاعر القلق المرتبطة باحتمالات الإصابة أو فقدان المقربين، بينما كانت الأمور أسوأ بالنسبة لمن تم تشخيصهم فعلياً بالإصابة بعدوى كوفيد 19 أو تم إيداعهم داخل مستشفيات العزل، والأشد خطورة هو أن أثر الخلل النفسي يدوم لفترات طويلة وقد يمتد لما بعد انقضاء الوباء نفسه.
كما اكد الأطباء على وجوب الاهتمام بدرجة أكبر بالصحة النفسية في ظل الفترات العصبية، التي تسيطر خلالها مشاعر الخوف وتتسبب في انتشار الذعر بين الناس، وعليه :ما آثار فيروس كورونا المستجد على الصحة النفسية؟ وهل هناك علاقة بينه وبين الاكتئاب أثناء فترة العدوى أو في فترة ما بعد التعافي ؟
أثبت الأطباء أن فيروس كورونا يهاجم الجهاز العصبي، وتحديدا الدماغ ،كما يؤثر على خلايا الدماغ وقد يتلف بعضها، وقد وصلت حالات انتشار الاكتئاب بين المتعافين من فيروس كورونا في مجموعها إلى 50% منهم، ويحتل الاكتئاب الجزء الأكبر منها، يليه القلق والذهان الفصامي والخرف واضطرابات أخرى، بناء على ذلك فإن الاستسلام لأي من اضطرابات القلق أو نوبات التوتر وغيرهما يزيد الأمور سوءاً وتضاعف خطورة فيروس كورونا حال وقوع الإصابة به.
بناء على ما سبق فإن الحفاظ على استقرار الحالة النفسية والمزاجية أمر بالغ الأهمية لحين انقضاء الجائحة، ويمكن تخفيفه عن طريق اتباع مجموعة من النصائح التي قدمها الخبراء للحد من تأثير كورونا على الصحة النفسية والتي يتمثل أهمها فيما يلي:
- المحافظة على التوازن في الغذاء والنوم وممارسة الرياضة، وتعويض التباعد الاجتماعي بالتواصل عبر الوسائل الأخرى.
- محاولة تعلُّم هوايات جديدة أو خلق روتين جديد حتى انتهاء هذه الفترة، أو أداء بعض المهمات المؤجلة.
- ممارسة تمارين التأمل من خلال تطبيقات الموبايل أو ممارسة الرياضية في المنزل.
- محاولة البعد عن الأشخاص السلبيين والبعد عن مصادر التوتر.
- التقليل من التعرض للأخبار السلبية، التي قد تؤدي إلى زيادة الإحساس بالهلع.
- التعبير عن مشاعر الغضب أو الآلام النفسية والافصاح عنها؛ لأن الكبت قد يؤدي إلى الاكتئاب أو زيادة الأمراض النفسية التي قد لا تظهر آثارها الآن.
وأخيرا إن جائحة كورونا هي من الأمراض الفيروسية، لكن تأثيرها على الصحة النفسية أكبر من أن يستهان به ومتوقع أن تستمر موجة كبيرة من اضطرابات الصحة النفسية بعد انتهاء الجائحة.
مروة عثماني