يواجه العالم في يومنا هذا أزمات أصبحت تهدد استقراره وأمنه بشكل واضح، فتزامنا مع حدث العصر ” فيروس كورونا “، والذي لا يزال كوكبنا الأرض في فترة نقاهة محاولا التعافي من مخلفاته، أضيف له ملف التغير المناخي وأصبح يشكل قضية محورية في ظل ما يشهده المناخ من تغيرات.
إن الكوارث المتصلة بحالات المناخ والطقس، كانت دائما جزءا من نظام كوكب الأرض، غير أنها باتت أكثر تواترا وشدة بالموازاة مع احترار العالم، ولم تبق أي قارة في منأى عن هذه الكوارث، حيث صارت موجات الحر الشديد والجفاف والأعاصير بجميع أنواعها تنشر الدمار في جميع أنحاء العالم، فالتغيرات المناخية تصنف من بين التهديدات الكبرى للسلام والأمن الدوليين.
تظهر التقارير الجديدة الصادرة عن خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة لعام 2021، أن المناخ يتغير على نحو أسرع، ومن المتوقع أن النشاط البشري مسؤول عن ذلك، ومن مخلفات ذلك زيادة التنافس والاحتدام على الموارد؛ كالمياه و الغذاء، الأمر الذي يؤجج التوترات الاجتماعية والاقتصادية .
هذا وتفيد جميع السيناريوهات المطروحة أن درجة الحرارة العالمية سترتفع في حوالي عام 2030 بمعدل ما يفوق 1,5 درجة مئوية أو 1,6 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة .
فقد أظهر العلماء على سبيل المثال، أن موجة الحر غير الاعتيادية التي ضربت كندا في جوان 2021، مع درجات حرارة تقترب من 50 درجة مئوية كانت ستكون “شبه مستحيلة” لولا التغير المناخي، ولم يسبق لهم أن تحدثوا بهذا القدر عن غاز الميثان مع التحذير من أنه إذا لم يتم تقليل من انبعاثاته، سيؤثر ذلك على الأهداف التي حددتها اتفاقية باريس.
وفي تقرير آخر عن تأثير التغيرات المناخية على الحياة البشرية، قالت وكالة “فرانس برس”: إن نحو 166 مليون شخص في إفريقيا وأميركا الوسطى، احتاجوا إلى المساعدة بين عامي 2015 و2019 بسبب حالات الطوارئ الغذائية المرتبطة بتغير المناخ.
كذلك فإن هناك حوالي 80 مليون شخص معرضين لخطر المجاعة بحلول عام 2050، في وقت انخفضت المحاصيل الزراعية بنسبة تتراوح بين 4 و10 % على الصعيد العالمي خلال الثلاثين سنة الفائتة، كما تراجعت كميات صيد الأسماك في المناطق الاستوائية بمعدل يتراوح بين 40 و70 % في ظل ارتفاع الانبعاثات الغازية، كما أتلفت مساحات كبيرة من الغابات بسبب الحرائق المستمرة. والتي كانت سببا مؤثرا في ذوبان الجليد القطبي، الذي سيؤدي بدوره إلى استمرار ارتفاع مستوى المحيطات والبحار “لقرون، بل لآلاف السنين”.
وفي سبيل مواجهة هذا المستقبل القاتم، تتكاثر دعوات الخبراء والمختصين إلى التحرك، وإلى ضرورة إيجاد كافة الحلول الممكنة للحد من الانبعاثات، واتخاذ مسار مشترك من كافة الدول لمنع انفلات تغير المناخ وإنقاذ ما تبقى من الكوكب، لكن فقط إذا طبق العالم السياسات التي تسمح بخفض الانبعاثات العالمية.
من إعداد: سارة. د