عصر القرون الوسطى… ما ينظر إلى اذهاننا إلَّا أنه مجرد عصر الظلام! ولكننا ننسى أنه في حين كانت أوروبا تعيش في عصور الظلام وتعاني من العديد من المشاكل والصراعات الفكرية والاجتماعية، لم يكن العالم الإسلامي كذلك، فقد كان آنذاك العصر الذهبي الإسلامي، كل ذلك راجع لنجاح عدة علماء وتفوقهم وعلى رأسهم ابن سينا، هذا الفيلسوف المسلم ارتقى ليصبح من بين المفكرين الذين يحظون باحترام العالم وتقديره إلى يومنا هذا.
ابن سينا عالم وطبيب وفيلسوف، اشتهر في القرون الوسطى لإسهاماته الكبيرة في مجال الطب والفلسفة وعلم الفلك، ألف العديد من الكتب التي بينت تأثره بمن سبقوه من العلماء.
أين ظهرت عليه الفطنة والذكاء في وقت مبكر وحفظ الفرآن الكريم كاملا وعمره 10 سنوات، وعندما بلغ سن الثالثة عشر بدأ بدراسة الطب، حيث درس على يد الكثير من المسلمين العظماء فقد كانت مهاراته في الطب تثبت أن له شأنا عظيما في المستقبل. وعندما تمكن من معالجة السلطان البخاري من مرضٍ غامض، سُمح له باستخدام المكتبة الملكية، وقد استغل هذا الأمر على أكمل وجه.
وبحلول سن الحادية والعشرين، أضحى ابن سينا عالمًا كبيرًا وبدأ في تأليف الكتب، فقد ألف أكثر من 240 كتاب، وذلك بعد السماح له بافتتاح مدرسته الخاصة للباحثين، ولعل من أهم أعمال ابن سينا “كتاب الشفاء” حيث يُعتبر موسوعة علمية تغطي العديد من المجالات مثل المنطق، والعلوم الطبيعية، وعلم النفس، والهندسة، وعلم الفلك، والحساب والموسيقى. وكتاب آخر اسمه القانون في الطب وهو أحد أكثر الكتب شهرة في تاريخ الطب. من بين إنجازاته بعيدا عن الطب قسَّم علم الفلك إلى الجداول الفلكية والجغرافية، والتقويم. وقسَّم الحساب إلى الجبر، وعمليات الجمع والطرح. وصنف الموسيقى أيضًا اعتمادًا على الآلات الموسيقية المختلفة.
للإشارة فقد كتب ابن سينا اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ العلم، وذلك لما قدمه من إنجازات في مختلف مجالاته.
بوتفاحة. شيراز حسناء