تحاول الجزائر جاهدة لمعالجة ملف اللاجئين الأفارقة الذي أصبح يشكل صداعا خارجي مزمن ، مع تزايد الانتقادات التي لا تكف الدول الغربية عن توجيهها له ، وتأكد الجزائر أن سياستها تحترم حقوق الانسان و تحفظ كرامة المهاجرين غير الشرعيين و تشجع التعاون الدولي لمواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود .
هذا وتنتقد المنظمات غير الحكومية الغربية وتقارير الأمريكية إقدام السلطات الجزائرية على ترحيل المهاجرين السريين الأفارقة إلى بلدانهم، و صرحت أن العملية تتم قسرًا، لكن الجزائر تؤكد أن عمليات الترحيل تتم بموافقة دول هؤلاء اللاجئين وفي ظروف جيدة، ليبقى هذا الملف من أكبر المشاكل التي تواجهها البلاد بالنظر لتبعيتها الاقتصادية والدبلوماسية.
ولا تكاد تقارير السياسة الخارجية الامريكية حول حقوق الانسان تخلو من الانتقادات، خاصة ما تعلق بترحيل اللاجئين نحو بلدانهم الأصلية، وقد أشار التقرير إلى عدم تسهيل القوانين الجزائرية لاندماج اللاجئين في سوق الشغل، ما جعلهم عرضة للاستغلال في السوق الموازية والعمل بأجور متدنية حيث اعتبر د. إدريس عطية أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ، في تصريح له ” بأن سياسية الجزائر واضحة إزاء كل الحركات الإنسانية، سواء كانوا نازحين أو مهاجرين أو لاجئين، مؤكدا أن الدبلوماسية الإنسانية التي تنتهجها الجزائر مع دول الساحل منطقية من خلال المساعدات التي تقدمها، مشيراً إلى أن المقاربة الأمنية للجزائر في المنطقة تشدد على ضرورة بناء السلم لمنع انتشار الأزمات، وعلى رأسها ظهور المهاجرين والنازحين، بالتالي فإن التصور الجزائري المبني على ثنائية الأمن والتنمية مبدئي”.
وأضاف عطية في قوله ، “أن الجزائر وفرت للمهاجرين الأفارقة كل شروط الإيواء في أحسن الظروف، وكذلك الرعاية الصحية والمساعدة الغذائية وغيرها، مؤكدا على أن عمليات الترحيل جاءت بطلب من دولهم، وتتم بالتنسيق مع سلطات بلدانهم في كنف الإنسانية وفي إطار سياسة الجوار، وختم في تصريحه بأن بعض المنظمات التي تثير مثل هذه الملفات تحوم حولها شكوك في الجزائر و التي تعد اتهاماتها مغلوطة.”
كما أن ارتفاع عدد القادمين من الجنوب أصبح يشكل عبئًا إقتصاديًا لبلد أنهكته مشاكله الداخلية وإقتصاده الهش المعتمد على أسعار برميل النفط المتقلبة. في حين أثبتت التطورات التي حصلت في منطقة الساحل عن تأزم الوضع الأمني وعليه فإن الجزائر قد تكون مقبلة على موجة نزوح غير مسبوقة للمهاجرين الأفارقة، الأمر الذي يتطلب تدخل عاجل لمنع هذا الامر لمصلحة البلاد الداخلية .
عثماني. مروة