اختار المُترشحون الثلاثة للانتخابات الرئاسية المُقررة يوم 7 سبتمبر الجاري الجزائر العاصمة، لاحتضان آخر تجمعاتهم الانتخابية قبل موعد الاقتراع المُرتقب، حيث جاء هذا الاختيار نظرا لما تمثله عاصمة البلاد من رمزية وطنية وثقل سياسي يجعلها الموقع الأمثل لاختتام حملاتهم الانتخابية.
ويسعى كل مُرشح من خلال هذا التجمع الأخير إلى استقطاب المزيد من الدعم الشعبي، وتوجيه رسائل حاسمة إلى الناخبين، في اللحظات الأخيرة قبل موعد الفصل.
وفي التفاصيل، فقد اختار المترشح الحُر عبد المجيد تبون القاعة البيضاوية لتنشيط آخر تجمع شعبي في إطار الحملة الانتخابية اليوم الثلاثاء، أي ساعات قبل بداية العد التنازلي، لانطلاق الصمت الانتخابي الذي يدوم ثلاثة أيام، حيث من المنتظر أن يوجه الرئيس المُترشح خطابا للجزائريين، يجدد من خلاله التزامه بمواصلة مسار التنمية الشاملة، خاصة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي في حال فوزه بعهدة رئاسية ثانية.
وسيكون التجمع أيضا فرصة للتذكير بمختلف المكاسب والإنجازات التي تم تحقيقها في العهدة الرئاسية الأولى له، خاصة في مجالي الاستثمار وفك العزلة عن المناطق النائية عبر مختلف ولايات الوطن، وكذا النتائج المحققة في قطاعات الصحة والتربية والسكن وتحسين الإطار المعيشي للمواطن وترقية عدة مناطق عمرانية إلى ولايات.
من جهتها، اختارت مديرية الحملة الانتخابية للمترشح عن حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني، قاعة حرشة حسان لتنظيم آخر تجمع شعبي له في إطار الحملة الانتخابية التي ستُختتم الثلاثاء المقبل.يوم 03 سبتمبر.
وفي السياق، أكد مدير الحملة، أحمد صادوق، في تصريح لـ”الشروق” أن العاصمة ستكون المحطة الأخيرة لمرشحهم، حيث سيوجه من خلالها رسائل مهمة إلى مختلف شرائح المجتمع في جميع ولايات الوطن، مذكرا بمضمون برنامجه الانتخابي الذي يحمل شعار “فرصة”.
كما سيحث حساني الجزائريين – حسب صادوق – على استغلال هذا الاستحقاق الانتخابي الهام والتوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم 7 سبتمبر لاختيار التغيير الحقيقي الذي يضمن الكفاية ويحقق الرفاه للجزائريين.
ونفس الشيء بالنسبة لمرشح جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش الذي سينشط بدوره آخر لقاء له بقاعة الأطلس في باب الوادي بالعاصمة في نفس اليوم الختامي للحملة.
وفي هذا الصدد، أكد مدير حملته جمال بلول في تصريح لـ”الشروق” أن مرشح “الأفافاس” سيكون حاضرا بقوة يوم الثلاثاء بقاعة الأطلس، حيث سيخاطب الجزائريين ويدعوهم للتصويت لصالحه يوم 7 سبتمبر الجاري، مشيرا إلى أن التجمع سيكون فرصة لتقديم حوصلة شاملة حول مضمون برنامجه الانتخابي الذي يحمل شعار “رؤية”.
ويبدو أن اختيار العاصمة كآخر محطة للمترشحين للرئاسيات المقبلة لم يكن بمحض الصدفة، يقول المحلل السياسي إسماعيل دبش لـ”الشروق”، حيث ينبع ذلك من عدة اعتبارات استراتيجية، كون العاصمة – حسبه – ليست فقط مركز الثقل السياسي والاقتصادي التي تتمركز فيها مؤسسات الدولة ووسائل الإعلام الرئيسية، بل إنها أيضا تمثل قلب البلاد النابض الذي يعكس تنوع المجتمع الجزائري.
كما يسعى المُترشحون إلى إيصال رسائلهم في آخر يوم من الحملة الانتخابية من العاصمة إلى الجمهور الواسع والمتنوع الذي يتجاوز الحدود الجغرافية والاجتماعية، مما يعزز من قدرتهم على التأثير في نتائج الانتخابات.
إضافة إلى ذلك، يؤكد دبش أن تجمعات العاصمة تُعد بمثابة اختبار نهائي لمدى قوة الحملة الانتخابية، حيث يُنظر إلى حجم ونوعية الحضور على أنه مؤشر لمدى التأييد الشعبي الذي تمكن المترشح من تحقيقه طيلة أيام الحملة الانتخابية.
ويذكر أن عدد الهيئة الناخبة في الجزائر العاصمة بلغ حسب آخر إحصائيات وضعتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بين أيدي وسائل الإعلام وممثلي المترشحين مليونا و900 ناخب، تمثل نسبة النساء 46.31 بالمائة منها، أما الرجال 53.69 بالمائة، وبلغ مجموع الناخبين الأقل من 40 سنة نسبة 26 بالمائة.
سارة زرڨي