ليس كل ما ليس اتباعا يكون بالضرورة ابتداعا؛ ولا كل ما لم “يفعله”الرسول يكون حراما؛ فالله تبارك وتعالى يقول: “ما فرطنا في الكتاب من شيء”؛ وأصغر عقل مسلم يدرك أن الآية تتحدث عن أصول الأحكام والمعاملات وأركان القيم والفضائل وأسس الاستنباط وعلوم المقاصد؛ ورأي من قالوا بمشروعية الاحتفال بميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يخرج عن هذا السياق العام.
هما اثنان: آية وحديث؛ أساء بعضنا فهمهما فاختنقت عنده الأنفاس وعظم تلبيسه على الناس،
لقوله تعالى: “يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا”; (النساء: 171).
بمناسبة مولد خير البرية وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وفي بادرة الاولى من نوعها قامت اكاديمية الشعلة بخرجة ميدانية وزيارة لمسجد أول نوفمبر رفقة البراعم، أين تم تقديم دروس حول السيرة النبوية وتعليمهم كيفية الوضوء والصلاة وكذا الحج كل هذا بغية ترسيخ قيم ومبادئ الدين الاسلامي الحنيف منذ النشء، والاجتهاد في اتباع ما اوصى به والحث على اقتداء بسيرته وسنته وتعظيم كل شعائر الاسلام وطمعا في نيل شفاعته.
كما أن الإحتفال بمولد النبوي الشريف، يعد من العادات والتقاليد التي توارثها المواطن الباتني على غرار باقي الشعب الجزائري، أين كان اجدادنا يستبكرون بحلول هذا اليوم ويستبشرون خيرا به، لكونه صلى الله عليه و سلم خرج من غار في مكة وأضاء الدنيا بنوره.
سهير بن سالم