إرتبط مفهوم التربية دائما بالأم وعليه تشكو نساء كثيرات في مجتمعنا العربي من إهمال أزواجهن في واجباتهم تجاه أولادهم، فقد أصبح من الشائع أن التربية هي مسؤولية الأم، وأما تربية الأب فهذا أمر غير متعارف عليه.
في حين إن وجود و مساهمة الأب في عملية التربية أهمية كبيرة في بناء شخصية الطفل حيث أن وجود الأب يعزز من الشعور بالأمن و الحماية و القدوة الحسنة لأنه من إيجابيات وجوده إستخدام الحزم و السلطة و عدم التساهل مع الأمور التي تغفلها الأمهات بسبب إستسلامهم لعاطفتهن تجاه الأطفالهم، وهنا يأتي دور الأب في تحقيق التوازن الأسري لأنه الراعي الأساسي للأسرة، وهو المسؤول عن راعيته، فوجود الأب كمعلم في حياة الطفل، يعتبر من العوامل الضرورية في تربيته وإعداده.
دون أن ننسى أن تحمل الأمهات لمسؤولية الاعتناء بالأطفال بالإضافة إلى أشغال البيت و العمل جعل الكثير منهن يشتكين من تعبهن و إرهاقهن مما يدفع بهن إلى فقدان السيطرة في عدة مواقف و الاحساس بإنعدام مكانتهن الإجتماعية و حصر دورهن كنساء في مجال التربية و فقط ، الامر الذي يتطلب تدخل الجنس الاخر لتحقيق التوازن الاسري.
وعليه فإنه من الخطأ الفصل في أدوار الأب و الأم بل يجب دائما خلق التكامل بين الإثنين بهدف المحافظة على بناء شخصية قوية و سليمة للأطفال و دعم مشروع الأسرة ككل.
ساسية بوعروج