دائما ما يشكو الاباء و الامهات من عدم قدرتهم على الدخول الى أعماق أبنائهم ، فالطفل يخفي تفاصيل ما يحدث معه في يومه سواء المدرسة او في أوقات اللعب مع أقرانه كما يخفي مشاعره تجاه الكثير من الامور.
لا يوجد في علم النفس تصنيف الشخصية الكتومة بل هي صفة تشكل شخصية الفرد ، فقد يندرج الشخص الكتوم تحت تصنيف الشخصية الانطوائية، و التي تميل الى الانعزال بالنفس الى عالم بعيد عن التجمعات، تتمتع هذه الشخصية بحساسية مفرطة بالرغم من عدم قدرتهم على التعبير عن هذا الامر.
ونجد أن الشخص الكتوم مستمتع جدا، و يتمتع بذاكرة قوية و يحرص دائما على تحقيق التواصل البصري القوي اذا كان مستمتعا.
تقول الدراسات التربوية و الاسرية عن الطفل الكتوم بانه طفل غير مبال او مهتم لأي أمر، ولا يبدي اي اعتراض او موافقة في حوار و أحيانا يكون الطفل الكتوم إيجابي او سلبي سواء في أوقات سعادته او حزنه.
في حين إن بعض الاطفال من سماتهم الشخصية الهدوء و عدم الرغبة في الاستجابة السريعة للأمور، و منهم هادئون و لا يحبون التعبير أو الكلام عن أنفسهم .
يجد الطفل الكتوم سعادته و استقراره في عالمه الصغير داخل غرفته، حيث الاستمتاع بممارسة هوايته المفضلة، مثل الرسم او القراءة و كذا العاب الفيديو، كما يمارس هواياته بمفرده في أغلب الأوقات ،وأحيانا مع صديق او اثنين مقربين له، اما في التجمعات الكبيرة يشعر الطفل بالضيق و التوتر، ولا يستطيع التفاعل مع عدد كبير من الاشخاص
يتساءل الاباء عن سبب انطواء أطفالهم لذا سنتطرق لبعض الاسباب وهيا كالاتي:
- التعرض للتعنيف و التأنيب على كل خطأ يقوم به فيضطر لأن يصبح كتوما
- الاحساس الزائد بالمسؤولية نحو اسرته مثل، الوضع المادي السيئ.
- يرى أن البوح بمرضه من علامات الضعف.
وعليه يجب التعامل مع مثل هذه الشخصية بحذر شديد وإتباع بعض الاساليب الخاصة معهم، كذلك الحرص على إظهار الاحترام ، التقدير و عدم الاستهزاء بحديثهم هذا سيساعدهم على تخطي الحاجز النفسي الذي يمنعهم من الكلام.
مروة عثماني