العالمالهضاب el hidhab tv

عشرون عاما من الصراع…. إلى أين ؟

الحديث عن اًفغانستان، يعني الحديث عن رواية شكسبيرية حقيقية لاٌن اًفغانستان منذ أن إستقلت في بداية القرن 20 و منذ أن كانت مطبع صراع ، عانت من تدخلات عديدة إنجليزية ، روسية ، صينية ، بريطانية بالإضافة الى الفارسية، كل هذه التدخلات لعبت دورا في تشكيل الوضع الاُفغاني ، هذا الاٌخير لم يعرف الاستقرار طيلة قرنين كاملين فالانسحاب الاًمريكي لم يكن عشوائيا وانما نتيجة توافقات معينة، و نتيجة انتهاء المهمة .

عندما احتلت اًمريكا أفغانستان و اًسقطت نظام طالبان في اواخر عام 2021 ،جراء الاستجابة لتحديات 11 سبتمبر و الهجوم الإرهابي و رفض زعيم القاعدة تسليم اًسامة بن لادن. اًفغانستان اليوم في وضع جديد لم تعرفه مسبقا، لأنه من يراقب السياسة الاٌمريكية يعلم انها تتصرف من موقع مصالحها الخاصة، فلا تاًبى حتى بحلفاها … تبحث عن الأمن … الهيبة و خصوصا استقلالية قراراتها ،لأنها في منظومة قائمة على الدفاع الذاتي .

لذلك فالمهمة تتعلق بإعادة فرضية الصراع ، و إعادة طالبان لتشكل هذه المرة الى جانب الولايات المتحدة الورقة الخفية . والإعتقاد السائد اًن الوضع في العراق اٌكبر دليل ، مثلا لو ربطنا بين الحالة العراقية و أفغانستان نجد أن الإحتلال كان بذريعة محاربة الإرهاب ، طالما يحقق مصالحها ، ورغبتها كذلك في تشديد الحصار على النفوذ الإيراني ومنعه من التوغل تجاه الشرق ، خاصة جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين، التي تحوي أكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم بعد الخليج العربي، لذلك لم تمانع الولايات المتحدة ولم تقف حجرة عثر أمام تقدم طالبان. و الآن تعمل روسيا و الصين معا ، فهما تمسكان بزمام الاُمور و تحاولان منع عودة مجتمع اًفغانستان إلى دمار في خضم حرب اًهلية ، و الصينيون بدورهم يحذرون طالبان من إراقة الكثير من الدماء.

طالبان الآن باتت اًكثر شمولية في كثير من النواحي ، إذن ماذا فعلو بعد خروج اًمريكا الاًول ؟ توجهوا الى طهران ولم يعاملوا إيران كدولة مرتدة بل طلبوا المساعدات منها و قدموا لها ضمانات، بعد وقوع الحرب الاًهلية إذ كان في وسعهم إيقافها ، كما فعلوا نفس الشيء في روسيا … و بالتالي تغيرت الأمور ، لذا علينا ان نرى و ننتظر أفغانستان …إلى أين ؟

محمد فرجون

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button