في ظل الأزمة التي يعرفها قطاع الصحافة، عقد أعضاء من المكتب الوطني لنقابة ناشري الإعلام، برئاسة رياض هويلي، لقاء تشاوريا حواريا مع مديري ومسؤولي مؤسسات إعلامية ( جرائد يومية، أسبوعيات، مواقع إلكترونية)، للإستماع لانشغالات الناشرين، حول الأزمة التي تنخر المؤسسات الاعلامية ، اللقاء عقد يوم الفاتح من شهر فيفري ( 01/02/2022)، وذلك بدار الصحافة الطاهر جالوت، وبعد دراسة الوضعية القاسية التي تعيشها مهنة الصحافة ،مهنيا، تشريعيا وماليا ، تم التأكيد على ما يلي:
أولا: تسجل نقابة ناشري الإعلام، بكل أسف، تعثر مسار الإصلاحات التي وعد بها رئيس الجمهورية، في قطاع الإعلام، فمنذ ما يزيد عن السنتين، لم تتمكن وزارة الاتصال من إحراز أي تقدم في اصلاحات القطاع التي أوصى بها رئيس الجمهورية، بل ظلت سياسة التسويف سيدة الموقف.
ثانيا: أن الحكومة ووزارة الاتصال لم تعمل على فتح حوار جدي وشامل مع الفاعلين في القطاع ومع نقابة ناشري الإعلام، باعتبارها شريكا مهنيا، وذلك من أجل تنفيذ وعود رئيس الجمهورية في تنظيم القطاع، وفي هذا الإطار سجل أن مشروعي قانوني الإعلام والسمعي البصري الذين يتحدث عنهما وزير الاتصال، لم يحظيا بنقاش عميق وكبير من أهل المهنة، ولا من قبل الشركاء الاجتماعيين.
ثالثا: ولدى تطرقه إلى الوضعية الاقتصادية التي تعرفها المؤسسات الإعلامية على وجه الخصوص، سجل المجتمعون ما يلي:
وصول عشرات المؤسسات الاعلامية إلى حافة الإفلاس، في ظل التوزيع غير العادل للإشهار المؤسساتي العمومي، خارج كل المعايير المهنية والتجارية المتعارف عليها، مما أدى إلى عجز بعض من المؤسسات الاعلامية عن الوفاء بالتزاماتها المالية، وشروعها في تقليص عدد الصحفيين والعمال.
استمرار الغموض في تسيير الاشهار العمومي وتوزيعه بطريقة غير عادلة، رغم التغييرات التي مست المؤسسات المختصة، المسيرة أوالمشرفة على إدارة الملف، ما يطرح الكثير من التساؤلات.
تحميل السلطات المختصة مسؤولية التعويم الذي تشهده الساحة الاعلامية، والذي نتج عنه فوضى في قطاع حساس جدا وبالغ الأهمية، وهنا لاحظ المكتب الوطني، الفرق الشاسع بين الخطاب السياسي حول أهمية الإعلام ودوره في هذه المرحلة المفصلية في مسار الجزائر وبين الممارسات الميدانية للسلطات المختصة قطاعيا.
تأكيد نقابة ناشري الإعلام، على الصعوبات الكبيرة، التي تعرفها الصحافة الالكترونية الحديثة العهد في الجزائر، حيث تعاني من غياب إطار واضح للاستفادة من الإشهار العمومي إلى حد الساعة، رغم الوعود المتكررة للسلطات العمومية، كما تندد بتماطل السلطات المختصة في ايجاد حلول لهذا الملف.
في هذا الإطار، ومن اجل بناء منظومة اعلامية قوية على أسس سليمة، ووفق مقاربة تأخذ بعين الاعتبار التطورات الحاصلة في مجال الاعلام محليا ودوليا، تشريعيا واقتصاديا، توجه نقابة ناشري الإعلام نداء إلى السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من أجل التدخل العاجل لإنقاذ المؤسسات الاعلامية من الإفلاس، وحث الحكومة على الشروع دون مماطلة في تنظيم القطاع بالتشاور مع الفاعلين المهنيين.
هذا وقد سجلت نقابة ناشري الاعلام، بكل أسف وحسرة، تراجع مستوى الأداء المهني، إثر غياب عامل التكوين والتأطير، ناهيك على انعدام الهيئات الضابطة للمهنة والمؤطرة لها، وكذلك جراء ازدراء الوضع المالي للمؤسسات الإعلامية.
وفي نفس السياق تؤكد نقابة ناشري الإعلام على دور التكوين لترقية الأداء المهني، وضمان جودة العمل من قبل الصحفيين والمسيرين والناشرين من أجل الانتقال إلى تسيير احترافي للمؤسسات الإعلامية، وهنا تعرب النقابة عن رغبتها في فتح ورشات للتكوين بالشراكة مع كل الفاعلين في القطاع.
هذا ولا تنأى نقابة ناشري الإعلام، عن تجديد استعدادها الدائم للدفاع عن المصالح العليا للوطن والقيم الثابتة للمجتمع، أمام كل الحملات الإعلامية المسيئة التي تستهدف الجزائر، وتدعو النقابة كل الناشرين والصحفيين والفاعلين في القطاع إلى التحلي باليقظة الإعلامية، من أجل النهوض بمستوى الإعلام وتطويره وقصد ضمان الأمن الإعلامي للجزائر.
سارة دالي