يشاع أن هذه المقولة قالها نابليون بونابرت نقلا عن أرسطو و كان يقصد بها عرفانا بالجميل لزوجته ماري جوزيف روز تاشر دي لا باجيري الشهيرة بجوزفين و لكن حقيقة المقولة الذي قصدها أرسطو هي أن وراء كل رجل عظيم امرأة شرسة حيث أنه كان متزوج من امرأة سليطة اللسان كانت تنتقده و تسخر منه بل و تضربه و يقال أنه بعد أن انفصل عنها ظهرت موهبته الفلسفية و لمع نجمه بين طلابه و لذلك قال هذه العبارة تعبيرا عن المعاناة التي مرت به في زواجه و أدت إلى نبوغه الفلسفي. ولتبيان مقدار قساوة النسوة اللواتي أصبحن يشاركن الرجال ويتقاسمن معهم طعم الحياة في كل شيء مهما كانت الأفعال والتصرفات بدون تأهب…
وللكلام بقية إن ما نتصفحه في الصحف أو ما نشاهده في الفضائيات والقنوات الجزائرية أو ما نتفاعل معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن جملة القضايا والأحداث التي تخص النساء والفتيات أصبح أمر كارثي عبر تراشق الصفحات الرسمية للجرائد والمواقع الالكترونية للجرائم التي يرتكبها العنصر النسوي –استثناء- في أوساط المجتمع الجزائري كالقتل والاختلاس والسرقة من مختلف الشرائح على نطاق واسع بين الأوساط الاجتماعية، وبعد القيام بالاستطلاعات الميدانية والتعمق بشكل مستحكم في الصحف الجزائرية بينت الحصيلة السنوية أن المرأة الجزائرية هي الأكثر حكرا على جرائم الرجل من غير المنطقي ارتكابها ، فكل هذه المواضيع المعنونة في أجندة الصحف كأولويات التي تؤثر في القارئ بشكل دائم من نوافذ إعلامية وطنية أو نقلها كأخبار دون استثناء بعد أن طالبت المرأة المساواة مع الرجل في كل شيء بما فيه ذلك عالم الجريمة…..
الجريمة الناعمة التي لم تهتم بالكم المتصاعد فقط وإنما في نوعيتها القافزة من الدعارة إلى السرقة والقتل…. فبدءا من عاصمة الشرق قسنطينة التي راح يعيش سكانها نوع من الرعب والخوف والحيرة ، عن جريمة وقعت ببلدية أولاد رحمون إذ تعد من أبشع الجرائم وأحقدها التي اندهشت لها أفلام هوليوود بعد إن فشل كبار السينما في تمثيله نظرا لاحترافية مستحكمة للتخطيط لهذا النوع من الجرائم على أيادي لا تستحق المدح بما أنها لا تستحي لارتجاليتها على القيام بمثل هذه الممارسات ، بعد أن كان في اعتقادنا أيادي ناعمة تكتسي نسماتها الحياء والتربية والرحمة والضعف الجنسي من أم ذي أربعة بنات أصغرهن بسن التاسعة عشر في حق أب استبيتهم في منزل يسوده الحب والسكينة والدفء ومليء بالسعادة بعد أن كانت عاقبته القتل والذبح والتنكيل بجسده البريء ، مرورا إلى خنشلة ( امرأة تقطع شقيقها إلى أجزاء …) ، ( سكيكديات يرتكبن أغرب جرائم القتل في العالم ) فهذا ما يبين أن غالبية الجرائم التي ترتكبها المرأة الجزائرية عفي حق العشاق والأصحاب والأزواج ….
سيرة إن كيدهن عظيم ، فلا يغرنك سنها ولا نحافة جسمها ولا طيبة قلبها فطبعها فظيع – باستثناء – ، إذ أتحسر على بنت حواء التي تبيض صورتها باحتقان دون تسخير إثم ..أتحسر على هذا الجنس اللطيف الذي تحول إلى جنس عنيف . وللتحليل النفساني والاجتماعي لكروموزم هذه الجرائم يقتضي جملة عوامل اجتماعية ونفسية أدت إلى انتماء المرأة غالى عالم الجرائم بمختلف أنماطها ووسائلها بغية اشبعا رغبات وتحقيق أهداف نجهل استيعابها ، لكن من المؤكد أن الأسباب الرئيسية خلف ذلك هي الانفعال بشكل دائم مع عصر التكنولوجيا والانترنت بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي الذي يخدر عقل المرأة في بناء علاقات مع الغير قد يهدد بحياتها مع أشخاص مجهولي الشخصية ويتلاعب بعواطفها ومشاعرها يؤدي بها إلى الاستسلام بالدخول في مثل هذه المتاهات يغرس فيهن حياة غريبة الأطوار يجعلهن يطلقن العنان في أن يصبحن أبطال لما يقترفن تحت تأثير الماديات …
وكما نقول أيضا أن الفراغ الاجتماعي يعتبر عامل أساسي في خلق ضيقة النفس والخناق عند المرأة يجعلها تتفرغ للتفكير والتوهم لمثل هذه الأمور ، والظروف الاجتماعية القاهرة أيضا كالتفكك العائلي التي تسجل حالات مثل الطلاق- الخيانة- التواصل العاطفي الى غير ذلك ، الابتعاد عن الوازع الديني وما صاحبه من ضعف الإيمان بالله…. وما زاد الطين بلة بعيدا عن موضوع الجريمة هو انتفاضة المرأة الجزائرية المسلمة على الأعراف والتقاليد والقيم الاجتماعية التي كانت تتحلى بها منذ وهلة جراء الغزو الثقافي والصناعة السينمائية الغربية التي أضحت تهدد الكيان الأسري والنسيج الاجتماعي بالجزائر ، وصارت الآن تعكر جو الكفاف والعفاف في الأقليات بموضة تراها في محيط اجتماعي مختلط شبه مكسوة بحياء الدين والحشمة والاحترام ، فجيل الموضة الحالي وعصر التكنولوجيا الذي أصبح يفرز مساوء الهندام عند المرأة وبدوره أدى إلى زعزعة استقرار وتوازن المجتمع واضمحلال القيم الإنسانية والدينية وانحلالها ، مما صار ذلك الرجل الذي قصد إكمال نصف دينه بحسن نية الحلال بدون أمل بصيص ، بعد أن أصبح يرى الجيل النسوي الحالي ناصية قيادة عصابات ومجموعات تهرع في القيام بمختلف الأعمال الشرسة والقاسية وتخلق ثغرات في انحراف الشباب وتجريمهم..
فشر البلية ما يضحك الضوء لا يسلط على عامتهن ، فالإلحاح بالحوار يقتضي الفصل في ثناياه هو النصح والعلة على السقوط في مثل هذه المشاكل التي تعرقل حياتكن وتدمر شرفكن ، وأن تبقى الفتاة أو المرأة الجزائرية بعيدة عن الأخذ بمواقع التواصل الاجتماعي ومختلف الماديات الملموسة بجدية وبأحقية في انفعالاتها بها وتواصلها مع الأخر ذات الدمار الشامل, المرأة الصالحة مصيرها حياة صالحة ومستقيمة مع انس ذوي الخلق الحسن ، بعيدة عن الأوهام والتخيلات ابن يضرب المثل بخير ما أنجبته الجزائر من نساء مسلمات عربيات أصيلات……
مهداوي نصرالدين