الهضاب el hidhab tv

أي مستقبل للصحافة الجزائرية في ظل سيطرة نيو ميديا ؟

صحافة المواطن والأخبار الكاذبة مصدر انبعاث التلوث الإعلامي وانهيار القيم الأخلاقية المهنية

   لا ننكر بأن الصحافة الجزائرية ساهمت بشتى الطرق من أجل تنوير الرأي العام بمجرى الأحداث والوقائع لا ننكر أن الصحافة الجزائرية ساهمت في بعض القيم التربوية والسلوكية والاجتماعية لدى الجمهور وساهمت في تثقيفه غير أن صحافة اليوم تغيرت نمطية ممارساتها في ظل بروز أشكال ووسائط.جديدة في النشر وانتقلت الصحافة نحو الاستعانة بخصائص وخوارزميات مستحدثة في النشر إلا أن هذه الوسائط أفرزت بيئة إعلامية اتصالية جديدة فتحت آفاقا وتحديات كبيرة في ممارسة المهنة التي انعكست سلبا على الصحافة الكلاسيكية وهذا يندرج ضمن انتشار مظاهر وأنماط جديدة في النشر قد تهدد بكيان المؤسسات الصحفية وبخصوصياتها حيث شدت الصحافة الجزائرية الرحال والهجرة نحو المواقع الافتراضية لمواكبة جمهورها حفاظا على صورتها وفرض مكانتها في الساحة إلى أن هذه المواكبة لم استطعت الصحافة التصدي لها نظرا لوجود تقنيات جديدة تتيح للمتلقي أن يتقلد المهنة ويروج لأفكار ومعلومات وإيديولوجيات تحدث تحولات وتغيرات في سلوك الجمهور والبيئة الاجتماعية وننطلق من فكرة ” من مهنة إلى من لا مهنة له ” فالمواطن الصحفي لا يتقن أبجديات المهنة ولا أصولها ولا ضوابطها وقواعدها هذا الانفتاح روج لمشاكل عديدة تجلت في بعث الأخبار الكاذبة والشائعات التي تحدث تهويلا في أوساط الجماهير الجزائرية ومن هذا المنبر يستلزم على الصحافة الجزائرية أن تنتهج استراتجيات أو بالأحرى ميكانيزمات لاسترجاع هويتها المهنية وإلا تصبح المعلومة الصحفية خطرا على المجتمع ككل فالصحافة الجزائرية باعتبارها عصب هام في النسق الاجتماعي وجزء لا يتجزأ من رموز الدولة الجزائرية ومقوماتها تنتظرها مسؤولية كبيرة لتتبنى مواقف ثابتة وواضحة المعالم تجاه هذه الممارسات الغير أخلاقية لكي تحافظ على مقوماتها وأسسها حتى تكون تلك القاطرة التي تقود الجمهور نحو التوهج والتقدم والرقي من خلال تكريس التنمية المستدامة الشاملة و إرساء الرسالة القيمية الهادفة لتنوير الرأي بمجمل القيم والأفكار الراقية التي تهدف إلى تقديم خدمة عمومية هادفة وبناءة لبناء مجتمع متطور وجيل يقدم خدمة لمجتمعه ووطنه وفق ما تمليه ضوابط المسؤولية الاجتماعية لتقديم خدمة عمومية بضمير حيا وأخلاقي.

ويبقى دورها  في الدفاع على رموز الدولة وثوابتها هي مهمة سيادية فما واجهته الجزائر مؤخرا من هجمات إعلامية دخيلة ناتجة عن لوبيات أو أطراف تود زعزعة استقرار وأمن الدولة هذا خط أحمر وحد لا يمكن تجاوزه فالوحدة الوطنية هي أحد المقومات الأساسية التي تقوم عليها الدولة وأحد الركائز التي تعول عليها السياسة الصحفية في الجزائر قضية الدفاع عن شرف الوطن هي قضية أساسية لا غبار عليها ولا مناص من الصحافة الجزائرية سوى الإسهام الحثيث والكفاح بالقلم والأفكار والإيديولوجيات في تحسين صورة الجزائر على مختلف الأصعدة. وقضية الوحدة الوطنية هي أولوية تامة. ففعل التصدي لما يروج من إيديولوجيات وتيارات تود خلق الشوشرة والبلبلة في أوساط المجتمع الجزائري لزعزعة استقرارها والمساس بأمن الدولة لا يتأتى إلا بانتهاج خطط من طرف وسائل الإعلام الجزائرية وذلك من خلال سن حملات إعلامية مروجة لغرس الروح الوطنية والإخلاص الوطن في نفس الجزائريين والتعريف بالوحدة الوطنية نشر رسائل هادفة تذكر بالانتماء والأصولية بعيدا عن كل ما يفكك الوحدة ويهدم التعايش السلمي ونشر التعصب والتمييز أما من الجانب التقني فيمكن القول بأن الصحافة الجزائرية نجحت نسبيا في التصدي لهذه الهجمات بدعم من الرواد الفضاء الافتراضي والسلطات المعنية ونحن كمختصين في ميدان الإعلام والاتصال وحسب خبراتنا الأكاديمية يمكننا أن نفسهم ولو بالقليل في تقديم توجيهات تتبناها الصحافة الجزائرية ليتم طرحها على شاكلة آليات حتى تؤدي الصحافة الجزائري أدوارا فاعلة تجاه الهجمات الأجنبية ولا ينجح ذلك إلا من خلال تفعيل الآليات التالية التي تتطلب وجود هناك توأمة بين وزارتي الاتصال والبريد والمواصلات لاستحداث برمجيات وأنظمة رقمية للمكافحة هذه الهجمات مع الترصد والتجسس على الجهات التي تخلق الصراع والتشويش على الجزائر سواء على المواقع الالكترونية أو شبكات التواصل الاجتماعي باعتباره قراصنة هاكرز الرعاية الجرائم الالكترونية وظفتهم لوبيات أجنبية عدوة مع سعيها على فرض الرقابة الآلية على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال توظيف حراس بوابة لجميع الأخبار والمعلومات التي تنشر في المواقع والجدارات الافتراضية للحد من كل ما ينتج عنه دعاية مغرضة أو إشاعات أو أخبار مغلوطة fake news.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button