تواصلت الاحتجاجات العنيفة في كازاخستان يوم الخميس، اذ اشتبكت قوات الأمن مع المحتجين في الساحة الرئيسية بمدينة الماتي ،أين أعلنت الشرطة أنه تم ” القضاء على عشرات المهاجمين” ممن وصفتهم بالقوى المتطرفة.
تليها التطورات المتسارعة التي شملت إعلان حالة طوارئ و توقيف الرحلات الجوية، مع اندلاع أعمال العنف و المظاهرات الحاشدة احتجاجا على زيادة أسعار الغاز الطبيعي المسال .
من جهتها ، أعلنت وزارة الصحة الكازاخستانية اليوم عبر قناة تلفزيونية رسمية، أن أكثر من ألف شخص جُرحوا في الاحتجاجات و أعمال الشغب التي تهز كازاخستان منذ أيام . حيث تم إدخال 400 منهم إلى المستشفى و 62 شخص متواجدون بالعناية المركزة .
في حين وصفت بعض الصحف الروسية ما يجري في كازاخستان بأنه “خدعة قذرة تستهدف موسكو” قبل المحادثات المهمة حول أزمة أوكرانيا بين واشنطن والحلف الأطلسي و روسيا.
كما أعلنت منظمة “معاهدة الأمن الجماعي” التي ترعاها روسيا أن موسكو أرسلت أول كتيبة من قوات حفظ السلام ، من أجل ضمان استقرار الوضع تلبية لطلب الرئيس قاسم جومارت توكاييف.
هذا ما دفع المتحدثة باسم البيت الأبيض جين سكاي للقول ” أن هناك بعض الإدعاءات الروسية المجنونة حول كون الولايات المتحدة وراء هذا، لذلك اسمحوا لي فقط أن استغل هذه الفرصة لبيان أنه زائف تماما، و من الواضح أنه جزء من كتاب الخداع الروسي للتضليل الذي رأيناه على مدار السنوات الماضية”.
من ناحية أخرى، قالت السفارة الامريكية في كازاخستان اليوم أنها تراقب الوضع عن كثب و دعت كلا من السلطات و المتظاهرين إلى ضبط النفس و احترام المؤسسات.
يذكر أن كازاخستان تعد القطعة الأكثر أهمية على رقعة الصراع الجيوسياسي المشتعل بين روسيا و الغرب، و بالأخص الولايات المتحدة الأمريكية ، باعتبارها أقوى الدول اقتصاديا في منطقة آسيا الوسطى، و تشتهر بصناعة النفط و الغاز بالإضافة الى مواردها المعنية الوفيرة . و منذ استقلالها تتبع كازاخستان سياسة خارجية متعددة التوجهات حيث تسعى الى تحقيق التوازن في علاقاتها مع القوى الكبرى، خاصة أنها تتقاسم حدودا كبيرة مع روسيا من الشمال و الصين إلى الشرق.
وعليه هل تمثل كازاخستان معضلة لواشنطن ؟
مروة عثماني